الأحد، 29 مارس 2020

عناصر علم الصوتيات


- تكون الحروف الساكنة إما مجهورة أو خافتة، فتكون مجهورة عندما يهتز الوتران الصوتيان أثناء النطق بهذه الأصواب مثلما يحدث عند النطق بحروف الحركة، فالأصوات /b/ في (bad) و /d/ في (door) و/g/ في "good" و/l/ في "always" و/v/ في "view" هي أصواب مجهورة، (وهناك المزيد من هذه الأصوات)، أما /p/ في "pet" و/t/ في "toe" و/k/ في "key" و/h/ في "hair" و/f/ في "few" فهي أصوات خافتة (وهناك المزيد من هذه الأصوات أيضا).
ويمكن أن تنطق السواكن عن طريق إغلاق مجرى الهواء تماماً فيجتمع الضغط الهوائي وراء هذا السد، وعندما يندفع هذا الضغط الهوائي بعد ذلك ينتج عنه ما يشبه الانفجار: /b/ ، /p/، /d/، /t/، /k/، /g/
وتسمى هذه الأصوات أصواتاً انفجارية (plosive) (أو أيضا انسدادية occlusives)
أما إذا كان انسداد مجرى الهواء التام في الفم يصاحبه مجرى للهواء عبر الأنف، فإن النتيجة ستكون حروف ساكنة أنفية وتكون /m/، /n/ وهذه السواكن الأنفية عادة ما تكون مجهورة، ولكن في بعض الحالات - وهذا يعتمد على الأصوات التي تسبقها أو تلحق بها - تصبح خافتة.
أما لو كانت فتحة تدريجية تسمح بحدوث احتكاك مسموع عقب انسداد مجرى الهواء فإن الصوت الذي ينتج عن ذلك يسمى ساكن مزجي، ويمكن لهذه الأصوات أن تكون مجهورة مثل// كما في "judge" أو خافتة // كما في "church". وهناك فرق بين الصامت // والصامتين /t/ + /ʃ/.
أما لو كان الانسداد جزئياً وكان مجرى الهواء ينساب على جانبي الانسداد مثل حالة نطق /l/ فإن الصوت في هذه الحالة يطلق عليه صامت جانبي.
أما لو لم يكن هناك انسداد، وكان هناك فقط عضوان من أعضاء الجهاز الصوتي (الشفاة أو اللسان والشفة العليا أو اللسان والأسنان) يقتربان من بعضهما البعض للدرجة التي تسمح للهواء الذي يمر بينهما بإصدار صوت، فإن الصوت الذي ينتج في هذه الحالة يسمى صوتا احتكاكيا مثل: /h/، /z//s/، /v/، /f/، ، وبعض هذه الاحتكاكات تتمتع بكثافة أكثر في تكرارها مثل /s/، /z/، /ʃ/، في "shop" أو /ʒ/ في الكلمة الفرنسية "jean" وهذه الأصوات تسمى أيضا صفرية. 
ومن بين العناصر الأخرى التي تساهم في تصنيف الوحدات الصوتية (الفونيمات) المكان الذي تصدر عنه هذه الأصوات في الجهاز الصوتي مثل أن تخرج من بين الشفتين أو من بين الشفة السفلى والأسنان العليا أو إلى أسفل نحو الأحبال الصوتية.
ولو كان الانسداد عند منطقة الشفاة فسينتج ما يسمى بصوت انفجاري شفوي مثل /b/، /p/، /m/، ولا توجد أصوات احتكاكية شفوية في اللغة الإنجليزية، أي: عندما يكون الانسداد عند الشفتين غير كامل، ولكن في اللغة الاسبانية كما يتحدثونها في اسبانيا، يمكن أن تكون الـ "b" في بعض الأحيان صوتا احتكاكيا شفويا، وينطقونها كما لو كانت أقرب إلى الصوت /v/.
أما عندما ينتج الصوت عن الشفة السفلى والأسنان العليا نحصل على أصوات شفوية سنية احتكاكية /v/، /f/.
أما عندما يبرز طرف اللسان من بين الأسنان العليا والسفلى نحصل على أصوات بين أسنانية احتكاكية وهي أصوات تعبر عنها في الإنجليزية حروف مثل "th"(/ð/ كما في "this" و /ɒ/ في "thin")ويمكننا أن ننطق /t/ أو /d/ بوضع طرف اللسان عند صف الأسنان العلوي، وعندما نتحدث الإنجليزية فإن المرء ينطق هذه الأصوات من منطقة أبعد إلى الخلف، ولكن الناطقين بالعربية ينطقون هذه الأصوات باستخدام صف الأسنان العلوي، وتسمى في هذه الحالة أصواتاً انفجارية سنية.
أما عندما يكون سطح اللسان وطرفه أيضا عند جذور الأسنان العليا، فسينطق أبناء الإنجليزية إما /t/ أو /d/ التي تعرف بأنها انفجارية لثوية. أما عندما تكون مؤخرة اللسان إلى أسفل وطرفه في نفس الوضع ينطق أبناء العربية ولغات أفرو أسيوية أخرى طـ ض وهذه الأصوات توجد في كلمات عربية مثل (طنطا) و(ضاهر).
أما عندما يكون سطح اللسان بين منطقتي الحنك (سقف الفم) واللثة فسيكون لدينا أصوات تسمى حنكية مثل /ʃ/ في (shop) أو // في الكلمة الفرنسية (jean).   أما لو بدأنا بطرف اللسان عند اللثة واستمررنا بسطح اللسان حتى الجزء الأمامي من الحنك فسينتج عن هذا ما يسمى بالسواكن المزجية affricates  ـ // ـ // كما في (judge) و(church) 
وعندما يكون طرف اللسان قريبا من اللثة والغار فإننا يكون سنتجنب الغلق التام ولكن سننطق بنفس الطريقة أصواتا تسمى صفيرية لثوية غارية مثل /s/- /z/ وتعبر حروف خاصة عن هذه الأصوات في معظم الأبجديات السامية كما في العربية، فنجد (ص) في (صور) و(ظ) في (أبو ظبي).
 أما لو انثنى لسانك وأنت ترفع طرفه إلى نفس النقطة لتصنع الانسداد فإنك ستنطق ما يعرف بالأصوات الارتجاعية "t" أو "d" وهي أصوات توجد في الكثير من اللغات الهندو آرية - وإن صوت "t" الذي ينطق مع قدر من التأكيد أو القوة في الكلمة الإنجليزية "necktie" قريب من الصوت الذي نعنيه هنا.
تنطق الأصوات الإحتكاكية الحنكية عندما يرتفع اللسان نحو الحنك (سقف الفم) ويقابلها في الأليمانية (الخافت "ich"، "ç"، "ja" المجهور) أما الحرف الإنجليزي "y" كما في "I love you" التي يغنيها إلفيس بريسلي فيمثل بالتأكيد صوتا احتكاكيا غاريا مجهوراً.
ونقوم برفع مؤخرة اللسان نحو الحنك أو اللهاة لنحصل على أصوات حلقية "تنطق من الحلق" مثل /k/ في "cat" و/g/ في "go".
ويمكن لمؤخرة اللسان أن تشترك مع اللهاة في نطق أصوات، فنحصل على صوت لهوي مثل /r/ التي ينطقها أهل باريس. وفي نفس الجزء من الجهاز الصوتي يمكننا أن ننطق الصوت الألماني "ach"، ولكن عندما يحدث احتكاك أكثر وعندما ترتفع مؤخرة اللسان أكثر، ينتج الصوت العربي الذي تعبر عنه الإنجليزية باستخدام "kh" كما في (خليل) ونرمز إليه باستخدام /x/، وهناك نظير مجهور الصوت وهو // كما في (غانم)، أما لو نطقنا صوتاً انسداديا عند هذا المستوى فسيكون صوت /ق/ وهو صوت خافت، وهذا الصوت هو الأب السامي للصوت /q/ وإذا كان الصوت مجهورا فسيبدو مثل الـ "g" اللهوية الموجودة في الكثير من اللهجات العربية والبربرية.
ولا يمكننا أن يعود اللسان إلى الخلف أكثر من ذلك، ويمكننا أن ننطق أصواتا في منطقة الحلق عن طريق تحريك الجدار الأمامي والخلفي للحلق، وينتج عن ذلك أصوات يطلق عليها أصوات حلقية مثل // ح كما في الكلمة العربية (أحمد)، ونظير هذا الصوت المجهور يتمثل في صوت العين "ع" كما في "علي".
ونأتي أخيرا إلى الأوتار الصوتية، وعندما نضيق ممر الهواء عند فتحة الحنجرة فإننا سنصدر صوت "h" كما في "hair" ويمكننا أيضا أن نغلق الفتحة ويسمى الصوت الصادر عن ذلك همزة، ويمكن للمرء أن يسمع هذا الصوت في بعض اللهجات المحلية الأوروبية (مثل لهجة الكوكني) ولن يرى العامة في هذه الحالة أن هذا الصوت يعد وحدة صوتية (فونيماً) ولكنه فونيم معروف في اللغات الأفرو - آسيوية والقوقازية، ونجد له علامة خاصة به في معظم أنظمة الكتابة بدءاً من الهيروغليفية إلى الخطوط التي تستخدم في يومنا هذا.
ولو تفادينا التنويعات التي تتنج عن أثر الحروف الساكنة التي تسبق بالمتحركة أو تلحق بها، يمكننا أن نفخض عدد الأصوات التي ندرسها في اللغات، ولا يوضح الكثير من أنظمة الكتابة الفروق بين حروف الحركة. 
ويمكن تصنيف حروف الحركة طبقاً للقواعد التالية:
1- الجزء الذي يتم رفع من اللسان (الأمام أو الخلف) عند النطق بالحرف: "ee" كما في الكلمة الإنجليزية "sweet" أو "i" كما في "bird" أو "a" في "saw".
2- المدى الذي يقترب فيه اللسان عند رفعه من الحنك (سقف الفم) (عال لمنخفض): "ee" في "sweet"، و"a" في الكلمة الإيطالية "bravo".
3- إذا ما ارتفع الجزء الخلفي من سقف الحنك وسد الممر إلى التجويف الأنفي (متحرك شفوي) أو انخفض (متحرك أنفي) كما في "a" في الكلمة الفرنسية "avec" و "an" في الكلمة الفرنسية "France".
4- نوع الفتحة التي تصنعها الشفاه: مستديرة أم لا (ودرجات التدوير كثيرة): "œu" كما في الكلمة الفرنسية "cœur" و /é/ في "été".

المتحرك المزدوج Diphthongs
هناك فرق بين الحروف المتحركة الخالصة monophthongs (أو حروف الحركة الأحادية) والتي تبقى خصائصها ثابتة في جميع حالات الاستخدام، والأصوات التي يوجد فيها نوع من الانزلاق glide، إن التغير في طبيعتها، من حرف متحرك إلى آخر (مثل الكلمات الإنجليزية "I" و "boy" و "bay" و "cow")، فهذه الأصوات طبقاً لعلم الصوتيات تعد حروف حركة مزدوجة، كما أن هناك أيضاً متحرك ثلاثي triphthongs
(مثل "budy" و "power" و "lawyer" في بعض اللهجات). ولا ينطبق ذلك على حالات الاندماج بين متحركين أو أكثر لإنتاج متحرك جديد خالص كما في الكلمة الإنجليزية "four" أو في الفرنسية "cœur" و "faire" و "beaucoup". وتسمى بعض اللغات ومن بينها الفرنسية واليونانية هذه المجموعات من الحروف المتحركة حرفا علة يشكلان صوتا واحداً - ولكن هذه الحروف من الناحية الصوتية حروف خالصة.
أما عندما يتم الاندماج بين اثنين أو  أكثر من وحدات الكتابة (graphemes) للتعبير عن صوت واحد، فإن هذا الصوت يسمى حرف ثنائي digraph أو حرف ثلاثي trigraph بحسب الحالة.
وفي الكثير من اللغات تكون الحروف الثنائية المتحركة عبارة عن حروف متحركة مزدوجة سابقة، أي يمتزج أو يندمج متحركان أو أكثر لإنتاج صوت واحد مثل الكلمة الفرنسية "faire"، هنا ينزلق اللسان من وضع صوت /a/ إلى /i/ مرورا بالوضع الخاص بالصوت /è/ وأصبح هذا الوضع الذي في الوسط، بعد قرون عديدة، هو الوضع المعروف واختفى الوضعان في البداية والنهاية.
والحروف مثل æ وهي عبارة عن (a+e) و (o+e) œ و (o+eø نموذج للحروف الثنائية، وهي حروف تتكون من علامتين ولكنها أصبحت مختصرة في كتابتها، وفي بعض اللغات تعامل هذه الحروف كما لو كانت حروفاً مستقلة. ولقد أصبح الاختصار أكثر وضوحا في حالات مثل  (a+a) a° و ä (e+a) وü (e+u)
وتمثل الحلقة "a" صغيرة، أما النقتطان فتمثلان "e" صغيرة.
أما في اللغة اليونانية وفي لغات الرومانس عدا لغة Rhætia تكون للنقطتين فوق الحرف المتحرك وظيفة أخرى تماماً، تتمثل في التعبير عن وقفة، فالحرف المتحرك الذي يحمل نقطتين يجب أن ينطق منفصلا عن الحرف الذي يسبقه، وتستخدم الإنجليزية عادة "hyphen"، أي الشرطة، للوقفة كما في co-operative التي لا يجب أن تمتزج فيها "o" بالحرف الذي يليها لتصنع صوتاً يشبه هذا الذي يوجد في الكلمة الإنجليزية "cool" أو الكلمات الفرنسية "Noël" و "hair" و"coïncider". وقد تعني النقطتان أن حرفاً متحركاً يجب أن ينطق بدلاً من أن يكون صامتاً mute مثلما الحال في الكلمة الفرنسية "cigüe" التي يجب فيها أن ننطق صوت "u"، أما لو لم تكن النقطتان موجودتين لكانت هذه الكلمة تنطق /sig/.
كانت النقطتان مثل العلامات اليونانية الأخرى التي تعبر عن "النبر الصوتي" أو الهائية، وقد تم ابتكار هذه العلامات في الإسكندرية الهيلينيستية. ونشأت الحاجة لمثل هذه العلامات عندما أصبحت اللغة اليونانية لغة عالمية وأصبح المزيد من الغرباء أو الأجانب (الذين كانوا برابرة من قبل) يتعلمونا. وكانوا يحتاجون لهذه العلامات كي ينطقوا اللغة بصورة صحيحة.
لقدا كان هذا أيضا حال اللغة الآرامية قبل عدة قرون، كما كان حال اللغة العربية بعد ذلك بقرون عديدة، فلقد كان على من دخلوا الإسلام من البربر وغيرهم من الأمم أن يتعلموا اللغة العربية، ولذلك كان لابد من اختراع علامات لكل رموز التمييز الصوتي للحروف المتحركة وإضافتها.
-----------------------------------------------
المصادر:
- Allen, G: Amanual of European languages for librarians - London:Bowker,1981
-  International encyclopedia of linguistics / william Brght editor-in-chief. New York: Oxford University Press, 1992
- الصوتيات العربية الصوتيات العربية تأليف : منصور بن محمد الغامدي الناشر : مكتبة التوبة.



0 comments

إرسال تعليق