الأربعاء، 2 يونيو 2021

العقارب وعلم الحفريات (المستحاثات)

 

scorpion العقارب

تنتمي العقارب إلى عائلة الحشرات "مفصليات الأرجل = Arthropod"، تغطي أجسامها المفصلية طبقة من مادة الكايتين -وهي مادة تغطي أجسام الحشرات ومفصليات الأرجل - وجلده الأكثر صلابة بفضل احتواءه على البروتينات تجعله أقل عرضة للتحلل ويعمل كهيكل خارجي. تمنو وتتجدد قشرة أجسامها بشكل دوري.

تعد العقارب من "كلابيات القرون" Chelicerata لأن أجسادها مقسمة وأطرافها مفصلية. كالعناكب، ولها قرنين صغيرين أمام الفم مباشرة.

العقارب من العنكبوتيات Arachinda ولها أربعة أرجل فكية، - تشبه المشابك - وتتكون من كُلّاب كبيرة، وأربعة أزواج من الأرجل. وينقسم جسمها إلى جزأين: رأسي صدري؛ ويسمى أيضا "بروسوما" Prosoma وهو الجزء الظهري، والجزء البطني. وينقسم هذا الجزء إلى أقسام: قبل البطن، أو ميزوسوما mesosoma وبعد البطن، أو ميتاسوما metasoma. وهذا الجزء هو الذي ينتهي بذيل العقرب الذي يحتوي على حويصلة منتجة للسم تحمل الإبرة التي تلدغ بها العقرب.

تشريح العقرب:


 أصل العقارب وعلم الحفريات:

 يزعم البعض أن العقارب ربما يكون أصلها بعض المفصليات التي تعرف ب"عريضات الأجنحة" Eurypterida والتي تعود إلى العصر الباليوزري(1) (يتكون من عدة حقب: الكمبري، الأورودو فيشي ...الخ) ويبلغ طولها بين بضع سنتمترات إلى أكثر من مترين، وجسم هذه الكائنات عريض ومشدود؛ ويُزَعم أنها كانت مائية ثم انتقلت إلى اليابسة. وهي تمتلك خياشم خارجية للتنفس. ينتهي بطنها المجزإ إلى ذيل طويل مؤبر. أرجلها مليئة بالأشواك والشعيرات التي تستعملها في عمليات التغذية.

يرجع تاريخ ظهور العقارب إلى العصر السيلوري(2) الأعلى قبل نحو (421 -408 مليون سنة) من الآن. وقد افترض الباحثون افتراضات حول أسلوب حياة العقارب، لكن هذه الافتراضات تبدو غير واضحة بما يكفي. غالبا ما يتم العثور على هذه العقارب إلى جانب أنواع أخرى من "عريضات الأجنحة"، ويحتمل أن تكون بحرية أو برمائية، ويتراوح طولها بين بضعة سنتمترات إلى أكثر من متر، كالذي وجد على سواحل نيويورك وأرخ ب418 مليون سنة قبل الآن، وقياسه 4 سنتم، وله عيون مركبة على كل جانب باتجاه الجزء الأمامي للحيوان ... من المحتمل أنه عندما كان يمشي يرخي وزنه على مخالب ساقيه، وليس على كامل الرسغ العظمي. ويشكك الباحثون في وجود الخياشم والبطن الخارجي لتلك العقارب الأحفورية. علاوة على ذلك، تم تصحيح العديد من الأخطاء والتفسيرات السابقة للأحفورة Proscorpius التي سبق الإشارة إليها المكتشفة على سواحل نيويورك. والواقع أن هذه الأحفورة لديها كلابيات وثلاثة مفاصل وليس لديها الجزء المساعد في حمل ومضغ الطعام، وليس لديها إطالة قوية للأوراك الداخلية، ومن تم لا يوجد تجويف ما قبل الفم، متمايز بشكل واضح وظاهر، وأرجل بها مخلبان وليس واحدا فقط.

في كثير من الحفريات السابقة، من غير المؤكد أن مادة البكتين التي تغطي العقارب كانت موجودة فيها من حينه، لكن من المحتمل أن تكون عندها الرئتان، كما اعتقد آخرون بوجود خياشم.

كان في العصر الديفوني الأعلى (3) [وهو رابع العصور الستة، يمتد من 419.2 إلى 358.9 مليون سنة، يسبقه السيلوري، ويليه الفحمي] (أو الكربوني السفلي) بين 350 و325 مليون سنة قبل الآن. وتوجد العقارب الأرضية جنبا إلى جنب مع مفصليات الأرجل الأخرى كالمجموعات المنقرضة والعناكب الأخرى ...) ونجد أن العقارب البدائية (ربما تحت الماء أو المياه قليلة الملوحة) مختفية إلى نهاية العصر الكربوني أو بداية العصر الجوراسي

تعايشت العقارب الأرضية النموذجية مع "عريضات الأجنحة"(4) Gigantostraca حتى نهاية حقب الحياة القديمة. ويزعم الباحثون أنه لو كانت الخياشم موجودة لهذه العقارب، فإنها ستكون ملفوفة تحتها مطوية من بشرة وتحولت إلى الرئتين !

تصبح الأرجل طويلة تمكنها من السير على الأرض؛ بعد ذلك يظهر تجويف قبل الفم مرتبط بالهضم الخارجي، وهو سمة أرضية غير مقصودة.

تعرضت الأجهزة الحسية لهذه الكائنات لتطور من جانبها، حيث أصبحت قادرة على التقاط الاهتزازات والروائح، عوضا عن القوة الرؤية التي كانت تتميز بها داخل البيئة المائية.

عاصرت العقارب الأرضية الأحفورية رباعيات الأرجل الأرضية الأولى (الزواحف والثدييات الأولى التي كانت فريسة لها) 

تصل مجموعات العقارب الأحفورية إلى مجموعتين من الرتب الفرعية (suborders) وخمس رتب "تحت فرعية" وعلى الأقل 21 فصيلة عليا، وأكثر من 50 فصيلة.

عثر على العديد من أحافير العقارب في دول مختلفة كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا، والسويد وجمهورية التشيك وروسيا، وفرنسا (جبال الألزاس)

يزعم الباحثون أن العقارب تطورت قليلا خلال الحقب الجيولوجية المتعاقبة مع تغييرات طفيفة.

أما "التلاون" metamerism فهو نفسه في جميع العقارب الحالية بينما في الحشرات والقشريات تحدث تغيرات في حالات عديدة، في حين يحدث في القشريات أو الحشرات مثلا العديد من حالات انصهار واندماج؛ وقد اعتبرت هذه المستحاثات والأحافير حفريات حية، أو ما يسمى بـ Panchronism وهذا الذي جعلها قادرة على التكيف مع الظروف المعيشية والقاسية في بعض الأحيان.

متسحاثة عقرب تعود إلى العصر السيلوريان الأعلى (J.Dunlop & al., 2008)



 -----------------------------------

(1): حقبة الحياة القديمة 

(2): العصر السيلوري

(3): العصر الديفوني الأعلى 

(4): عريضات الأجنحة


0 comments

إرسال تعليق