الأحد، 30 مايو 2021

تاريخ الفن والعمارة عبر العصور

 لما لم تصلنا تفاصيل حياة آدم وحواء على الأرض، اضطر الباحثون لتخيل كيف كانت حياتهما على الأرض منذ نزولهما من الجنة. ومن البديهي أن الدنيا لم تكن مطوعة لهما، بل عانيا قسوة الطبيعة وآلامها المحيطة بهما.

ويتصور أن يكون آدم أخذ بيد حواء إلى كهف وجمع الأغصان ليصنع كوخه الأول.

لقد اضطر الإنسان البدائي أن يصنع ما يتقي به القسوة وخشونة الطبيعة، فسكن الكهوف طلبا للأمان والدفء. وكان لسكنه في هذه الكهوف فرصة إتقان فن النحت وتهذيب ما يحتاجه من أدوات يدوية، كالخناجر والسكاكين المصنوعة من الحجر وغير ذلك من الأدوات. وقد وجد الإنسان البدائي في هذه الأعمال متعة مكنته من تذوق الجمال واكتشافه. ومن هنا نشأت فكرة "الفن".

سكن_الإنسان_البدائي
سكن الإنسان البدائي، الأكواخ والكهوف

الفن والعمارة في عصور ما قبل التاريخ:

استطاع إنسان ما قبل التاريخ إتقان وتطوير "فن النحت" وصناعة ما يحتاجه من أدوات باستعمال المواد المحيطة به، وذلك عن طريق الكهوف التي لجأ إليها باحثا عن الإستقرار والطمأنينية، وهربا من البرد القارس وهجوم الوحوش والحيوانات، وهكذا ظهرت فكرة فن النحت كأقدم الفنون، ثم تطورت العمارة عبر العصور.

صورة للفن الحديث على اليمين وفن ما قبل التاريخ على اليسار


وقد وجد الباحثون على جدر الكهوف مشاهد لمعارك مختلفة للإنسان مع الحيوانات والطبيعة وأخيه الإنسان، يظهر تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، يظهر فيها ما يتمتع الإنسان القديم من خيال واسع وذكاء...

وقد أرخت تلك الرسوم إلى نحو (10.000 سنة: عشرة آلالاف سنة) قبل التاريخ. وقدر الباحثون أنه في العصر الحجري الأول بدأت الثلوج تذوب وأصبح الجو أقل قسوة، مما حدا بكثير من الشعوب نحو الهجرة إلى الأماكن الخصبة والأكثر دفئا كالمراعي الخضراءة والسهول المنبسطة.

ومع استقرار الإنسان في البيئات الجديدة الأقل قسوة، بدأت مواهبه في فن النحت تظهر رويدا رويدا، حيث أصبح يعنى بالزخرفة والرسم على حوائط المساكن التي يقطنها، فأصبح حبه للجمال ينمو ويتطور، بل تجاوز ولعه بالزخرفة والرسم على الجدران إلى الرسم على جسمه، فظهر "الوشم" في وقت سابق من العصور القديمة، كفن وتعبير عن الجمال.

لقد كانت هذه الزخارف والرسوم التي خطتها ونحتتها أيادي الإنسان البدائي تحمل في طياتها اعتقاداته وتخيلاته، وعاداته، فالحيوان المضروب بالرمح - مثلا- يعني أنه جريء وقوي.

نصب_تذكاري_للملك_ألبرت
نصب تذكاري للملك ألبرت

نصب_تذكاري_يرجع_تاريخه_إلى_عشرة_آلاف_سنة_قبل_الميلاد
نصب تذكاري يرجع تاريخه إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد



أخذ الإنسان القديم بعد ذلك تدجين الحيوانات وأصبح يستعين بهم لخدمته، واكتشف الزراعة وأصبح يصيد الموحش من الحيونات ويصنع من جلده لباسه، ويزخرفها وعمل الأساور والحلي بعد اكتشاف بعض المعادن وإذابتها ...إلى غير ذلك.

الفن والعمارة في الحضارة المصرية القديمة:

قبل نحو 4000 سنة قبل الميلاد، كانت هناك حركة هجرة سكانية من حوض المتوسط إلى وادي النيل، تشكلت البنية السكانية للمهاجرين من شعوب أفريقية وأسيوية، وكان استقرارها على ضفة النيل انتظارا للمياه القادمة من المناطق الاستوائية. 

وعلى مدى قرون تلت، تطور الفن عند هذه الشعوب إلى جنس رفيع تمثل في النحت والعمارة، وظل متربعا على هرم الفنون لآلاف السنين.

كان احترام المصريين القدماء للتقاليد واختلاف معتقداتهم العميقة، والخيال الواسع لديهم تأثير إيجابي في تكون عناصر الأدب والفن المصري، وتشكله، وقد ارتفع الفن المصري بسبب هذا الأمر ليصبح ما يشبه معجزة احتار العلماء في تفسير كثير من رموزه وتشاكيله إلى اليوم.

لقد نشأ الفن المصري القديم وأصبح مستقلا عن غيره من الفنون التي جاءت بعده، حيث كان ظهوره شعب متقدم ومتحضر في مجالات الحياة العديدة تأثير كبير على بقائه وبروزه على غيره من الفنون.

لقد كان موضوعات العمارة والفنون عند المصريين القدماء تتمحور حول معتقداتهم وفلسفتهم للحياة، وما يصلح النفوس والقلوب، وكل ذلك بطريق الرسم والتخطيط. فرسموا على معابدهم صور حياتهم الاجتماعية وأداوتهم التي يستعملونها في حياتهم ...

بلغ الفن المصري أوجه في عصر الأسرة الثالثة، وارتفع إلى مرتبة رفيعة بفضل المهندس "أمحتب" بتشجيه الملك "زوسر" حيث ساعده ذلك على العمل بحرية وخيال وفكر وابتكار وإبداع، وزاد أوج النهضة الفنية المصرية في عهد الأسرة الرابعة (3700 ق.م) (عصر بناء الأهرامات) لكنها اهتمت أكثر  بفن العمارة والهندسة، إضافة إلى الفن الزخرفي والرسم على الجدران. وقد برزت هذا الأمر على أهرام الجيزة الأكبر وأبو الهول .

وفي عصر ملوك الأسرة الثانية عشر (الدولة الوسطى)، اهتم المصريون في توظيف فنهم في المعابد (آثار بني حسن مثلا).

ومن أهم الملوك الذين كان لهم الاهتمام بالفن والزخرفة والعمارة "تحتمس الثالث" و"أمنحتب الثالث والرابع" و"أخناتون" و"توت عنخ آمون" و"حتشبسوت"، وفي عصر الأسرة  19، جاء رمسيس الأول فبنى بهو الأعمدة بالكرنك، وهو عمل عظيم وضخم. وبنى "سيتي الأول" معبد أبيدوس وزينه بالزخارف الجميلة والنقوش، ثم جاء بعده رمسيس الثاني والثالث، حيث تطورت مصر في هذه الحقبة على مجمل المستويات.

يتبع ...>>>

 



 


 

 

 

0 comments

إرسال تعليق